ختم الآية بقوله ﴿والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ فيه مناسبات عدة منها أنه تعالى لما ذكر نبأ الفاسق، قال إن يشتبه على المؤمن كذب الفاسق فلا تعتمدوا على ترويجه عليكم الزور، فإن الله عليم، ولا تقولوا كما كان عادة المنافق لولا يعذبنا الله بما نقول، فإن الله حكيم لا يفعل إلا على وفق حكمته وثانيها : لما قال الله تعالى :﴿واعلموا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ الله لَوْ يُطِيعُكُمْ﴾ [ الحجرات : ٧ ] بمعنى لا يطيعكم، بل يتبع الوحي، قال فإن الله من كونه عليماً يعلمه، ومن كونه حكيماً يأمره بما تقتضيه الحكمة فاتبعوه ثالثها : المناسبة التي بين قوله تعالى :﴿عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ وبين قوله ﴿حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمان﴾ أي حبب بعلمه الإيمان لأهل الإيمان، واختار له من يشاء بحكمته رابعها : وهو الأقرب، وهو أنه سبحانه وتعالى قال :﴿فَضْلاً مّنَ الله وَنِعْمَةً﴾ ولما كان الفضل هو ما عند الله من الخير المستغني عنه، قال تعالى هو عليم بما في خزائن رحمته من الخير، وكانت النعمة هو ما يدفع به حاجة العبد، قال هو حكيم ينزل الخير بقدر ما يشاء على وفق الحكمة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٨ صـ ١٠٥ ـ ١٠٩﴾


الصفحة التالية
Icon