عند إصلاح الفريقين والطائفتين لم يقل اتقوا، وقال ههنا اتقوا مع أن ذلك أهم ؟ نقول الفائدة هو أن الاقتتال بين طائفتين يفضي إلى أن تعم المفسدة ويلحق كل مؤمن منها شيء وكل يسعى في الإصلاح لأمر نفسه فلم يؤكد بالأمر بالتقوى، وأما عند تخاصم رجلين لا يخاف الناس ذلك وربما يزيد بعضهم تأكد الخصام بين الخصوم لغرض فاسد فقال :﴿فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ واتقوا الله﴾ أو نقول قوله ﴿فَأَصْلِحُواْ﴾ إشارة إلى الصلح، وقوله ﴿واتقوا الله﴾ إشارة إلى ما يصونهم عن التشاجر، لأن من اتقى الله شغله تقواه عن الاشتغال بغيره، ولهذا قال النبي ﷺ :" المسلم من سلم الناس من لسانه و ( يده ) " لأن المسلم يكون منقاداً لأمر الله مقبلاً على عباد الله فيشغله عيبه عن عيوب الناس ويمنعه أن يرهب الأخ المؤمن، وإليه أشار النبي ﷺ :" المؤمن من يأمن جاره بوائقه " يعني اتق الله فلا تتفرغ لغيره.
المسألة الثالثة :