" كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائره بالسهر والحمى " وهم كما قال أيضاً :" كالبنيان يشد بعضه بعضاً ". والتنابز : التلقب والنبز واللقب واحد. أو اللقب : هو ما يعرف به الإنسان من الأسماء التي يكره سماعها. وروي أن بني سلمة كانوا قد كثرت فيهم الألقاب، فدعا رسول الله ﷺ رجلاً منهم فقال له : يا فلان، فقيل له : إنه يغضب من هذا الاسم، ثم دعا آخر كذلك. فنزلت الآية في هذا. وليس من هذا قول المحدثين سليمان الأعمش. وواصل الأحدب. ونحوه مما تدعو الضرورة إليه وليس فيه قصد استخفاف وأذى. وقد قال عبد الله بن مسعود لعلقمة : وتقول أنت ذلك يا أعور. وأسند النقاش إلى عطاء قال رسول الله ﷺ :" كنوا أولادكم؟ " قال عطاء : مخافة الألقاب. وقال ابن زيد. معنى :﴿ ولا تنابزوا بالألقاب ﴾ أي لا يقول أحد لأحد : يا يهودي بعد إسلامه. ولا يا فاسق بعد توبته. ونحو هذا. وحكى النقاش أن كعب بن مالك وابن أبي حدرد تلاحيا، فقال له كعب : يا أعرابي. يريد أن يبعده من الهجرة. فقال له الآخر : يا يهودي. يريد لمخالطة الأنصار اليهود في يثرب. فنزلت الآية.
وقوله تعالى :﴿ بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ﴾ يحتمل معنيين : أحدهما : بئس اسم تكتسبونه بعصيانكم ونبزكم بالألقاب فتكونون فساقاً بالمعصية بعد إيمانكم. والثاني : بئس ما يقول الرجل لأخيه : يا فاسق بعد إيمانه. وقال الرماني : هذه الآية تدل على أنه لا يجتمع الفسق والإيمان.
قال القاضي أبو محمد : وهذه نزعة اعتزالية.


الصفحة التالية
Icon