وفي الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ خطب بمكة فقال :" يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عَيْبَة الجاهلية وتعاظمها بآبائها.
فالناس رجلان : رجل بَرّ تَقِيّ كريم على الله، وفاجر شقيّ هيّن على الله.
والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله تعالى :﴿ يا أيها الناس إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لتعارفوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ الله أَتْقَاكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ " خرّجه من حديث عبد الله بن جعفر والد علي بن المديني وهو ضعيف، ضعّفه يحيى بن مَعِين وغيره.
وقد خرّج الطبري في كتاب ( آداب النفوس ) وحدّثني يعقوب بن إبراهيم قال حدّثنا إسماعيل قال حدّثنا سعيد الجُرَيري عن أبي نضرة قال : حدّثني أو حدّثنا من شهد
" خطب رسول الله ﷺ بمنًى في وسط أيام التشريق وهو على بعير فقال :"يأيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألاَ لا فضل لعربيّ على عجميّ ولا عجمي على عربي ولا لأسود على أحمر ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى ألا هل بَلّغت؟ قالوا نعم قال ليبلّغ الشاهدُ الغائب" " وفيه عن ( أبي ) مالك الأشعري قال : قال رسول الله ﷺ :" إن الله لا ينظر إلى أحسابكم ولا إلى أنسابكم ولا إلى أجسامكم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم فمن كان له قلب صالح تحنن الله عليه وإنما أنتم بنو آدم وأحبكم إليه أتقاكم " ولعليّ رضي الله عنه في هذا المعنى وهو مشهور من شعره :
الناس من جهة التمثيل أكفاء...
أبوهمُ آدمُ والأمّ حواء
نفسٌ كنفس وأرواحٌ مشاكلةٌ...
وأعظمٌ خُلقت فيهم وأعضاء
فإن يكن لهمُ من أصلهم حسبٌ...
يفاخرون به فالطين والماء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهمُ...
على الهُدَى لمن استَهْدَى أدِلاّء
وقَدْرُ كلّ امرىء ما كان يحسنه...
وللرجال على الأفعال سيماء
وضدُّ كل امرىء ما كان يجهله...