وقال أبو حيان فى الآيات السابقة :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ﴾
قيل : غضب الحارث بن هشام وعتاب بن أسيد حين أذن بلال يوم فتح مكة على الكعبة، فنزلت.
وعن ابن عباس، سببها قول ثابت بن قيس لرجل لم يفسح له عند النبي ( ﷺ ) : يا ابن فلانة ؛ فوبخه النبي ( ﷺ ) وقال له :"إنك لا تفضل أحداً إلا في الدين والتقوى".
ونزل الأمر بالتفسح في ذلك أيضاً.
﴿ من ذكر وأنثى ﴾ : أي من آدم وحواء، أو كل أحد منكم من أب وأم، فكل واحد منكم مساوٍ للآخر في ذلك الوجه، فلا وجه للتفاخر.
﴿ وجعلناكم شعوباً وقبائل ﴾ : وتقدم الكلام على شيء من ذلك في المفرادت.
وقيل : الشعوب في العجم والقبائل في العرب، والأسباط في بني إسرائيل.
وقيل : الشعوب : عرب اليمن من قحطان، والقبائل : ربيعة ومضر وسائر عدنان.
وقال قتادة، ومجاهد، والضحاك : الشعب : النسب الأبعد، والقبيلة : الأقرب، قال الشاعر :
قبائل من شعوب ليس فيهم...
كريم قد يعدّ ولا نجيب
وقيل : الشعوب : الموالي، والقبائل : العرب.
وقال أبو روق : الشعوب : الذين ينسبون إلى المدائن والقرى، والقبائل : الذين ينسبون إلى آبائهم. انتهى.
وواحد الشعوب شعب، بفتح الشين.
وشعب : بطن من همدان ينسب إليه عامر الشعبي من سادات التابعين، والنسب إلى الشعوب شعوبية، بفتح الشين، وهم الأمم التي ليست بعرب.
وقيل : هم الذين يفضلون العجم على العرب، وكان أبو عبيدة خارجياً شعوبياً، وله كتاب في مناقب العرب، ولابن غرسبة رسالة فصيحة في تفضيل العجم على العرب، وقد رد عليه ذلك علماء الأندلس برسائل عديدة.