وروي عن مسروق أيضاً، قال : دخلت على عائشة في اليوم الذي جئت فيه، فقالت للجارية : اسقيه عسلاً، فقلت : إنّي صائم. فقالت : قد نهى الله تعالى عن صوم هذا اليوم، وفيه نزلت ﴿ يا أيها الذين آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ الله وَرَسُولِهِ ﴾ وأخبرنا ابن منجويه، قال : حدّثنا عمر بن الخطّاب. قال : حدّثنا عبدالله بن الفضل. قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : حدّثني هشام بن يوسف، عن ابن جريح، قال : أخبرني ابن أبي مليكة أنّ عبدالله بن الزبير أخبرهم، قال : قدم رَكب من بني تميم على النبيّ ﷺ فقال أبو بكر : أمّر القعقاع بن معبد زرارة، وقال عمر : بل أمّر الأقرع بن حابس، فقال أبوبكر : ما أردت إلاّ خلافي، وقال عمر : ما أردت خلافك، فتماريا حتّى ارتفعت أصواتهما، فأنزل الله سبحانه :﴿ يا أيها الذين آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ الله وَرَسُولِهِ ﴾... الآية.
وقال قتادة : نزلت في ناس كانوا يقولون : لو أنزل في كذا، لوضع كذا. فكره الله ذلك وقدّم فيه. مجاهد : لا تفتاتوا على رسول الله بشيء حتّى يقضيه الله على لسانه.
الضحّاك : يعني في القتال وشرائع الدين يقول : لا تقضوا أمراً دون الله ورسوله. حيان، عن الكلبي لا تستبقوا رسول الله بقول، ولا فعل حتّى يكون هو الذي يأمركم.
وبه قال السدّي، وقال عطاء الخراساني :" نزلت في قصة بئر معونة، وقيل في الثلاثة الذين نجّوا الرجلين السَّلميين، اللذين اعتزما إلى بني عامر وأخْذهم مالهما وكانا من أهل العهد، فلمّا أتوا رسول الله ﷺ وقد سبق الخبر إليه، فقال :" بئس ما صنعتم، هما من أهل ميثاقي وهذا الذي معكم من نسوتي "، قالا : يا رسول الله إنّهما زعما أنّهما من بني عامر، فقلنا : رجلان ممّن قتل إخواننا.