وقف الصديق رضي الله عنه يواجه سكرة الموت وهو مضطجع في بيته فقالت الصديقة رضي الله عنها ابنته عائشة لما رأت أباها يواجه سكرت الموت تردد قولا قديما لحاتم طي :
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى ***إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فكشف الصديق وهو في سكرة الموت عن غطاءه وقال :" يا بنيه لا تقولي هذا ولكن قولي كما قال الله :﴿ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ﴾".
وسكرة الموت غرغرة الروح قبل أن تخرج من الجسد فإذا خرجت سميت روحا وإذا بقيت ما زالت نفسا وهي لحظات يواجهها كل أحد ولو بدا لك بين عينيك أن الميت لا يواجه شيئا من هذا فكم من أمر مخفي لا يعلمه إلا الله ويشتد الموت على الأنبياء لأن الموت مصيبة والمصيبة أعظم ما تكون على الصالحين وأولياء الله المتقين وإن لم يبدو ذلك ظاهر للعيان لمن كان محيطا بالميت لكن الميت حال نزع الروح يواجه من الأمور العظام ما الله بها عليم، ثم يخففه الله جل وعلا فتنزع روحه آخر الأمر نزعا رفيقا خفيفا لعناية الرب تبارك وتعالى بأوليائه بعد أن تثبتهم الملائكة كما قال الله جل وعلا في فصلت :﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ﴾ [فصلت٣٠ ].