وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور } [ق١٩] أي مرت على الناس أهلة وأهلة وهم في قبورهم ثم انتهى الأمر إلى الفناء العام فنفخ في الصور النفخة الأخرى فقام الناس بين يدي ربهم ﴿ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ﴾ [ق٢٢] فليست حياة البرزخ ولا حياة الآخرة كحياة الدنيا فإن في الدنيا من الغيبيات ما الله به عليم وفي حياة البرزخ ينكشف الكثير من تلك الغيبيات وفي حياة الآخرة يصبح الأمر كله عين اليقين يرى الإنسان ما كان يسمعه ويقرأه و يتلوه من كلام لله عز وجل وكلام رسوله ﷺ وما أخبر به من الغيبيات يراه ماثلا بين عينيه قال الحق جل شأنه :﴿فبصرك اليوم حديد ﴾ وهنا يقول قرينه ذلك الشيطان الذي أوكل إليه " والواو واو عطف " ﴿وقال قرينه هذا ما لدي عتيد ﴾ [ق٢٣].
فيكون الخطاب الرباني :﴿ألقيا في جهنم كل كفار عنيد * مناع للخير معتد مريب * * الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد ﴾ [ق٢٦].
أيها المؤمنون :
لا ذنب يلقى الله جل وعلا به أعظم من الشرك وهذا لا يغفره الله أبدا أما المؤمنون فإن أول ما ينظر فيما فعلوه ما بينهم وبين الله هو الصلاة فمن حافظ عليها فقد حفظ دينه ومن ضيعها فهو إلى ما سواها أضيع.
وأول ما ينظر إليه بين الناس والآخرين مسألة الدماء فأول ما يقضي به بين الخلائق الدماء. في الدماء أول ما يقضي به بين العباد لما يتعلق بحال بعضهم ببعض والصلاة أول ما ينظر فيه مابين العبد وبين ربه، والشرك ذنب لا يغفره الله حرم الله جل وعلا على أهله الجنة.


الصفحة التالية
Icon