[فى قوله «١»] تعالى فى الحكاية عن جهنم : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ بمعنى لا من مزيد فىّ.
وليس ذلك على طريق طلب الزيادة، وهذا معروف فى الكلام. ومثله قوله عليه السلام :
(وهل ترك «٢» عقيل لنا من دار ؟ ) أي ما ترك لنا دارا.
[سورة ق (٥٠) : آية ٣٧]
إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (٣٧)
وقوله سبحانه وتعالى : إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [٣٧] وهذه استعارة. وقد مضى نظير لها فيما تقدم. والمعنى أنه بالغ فى الإصغاء إلى الذكرى، وأشهدها قلبه، فكان كالملقى إليها سمعه، دنوّا من سماعها، وميلا إلى قائلها.
والمراد بقوله تعالى : إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ [٣٧] أي عقل ولبّ. [و] «٣» يعبّر عنهما بالقلب، لأنهما يكونان بالقلب. أو يكون المعنى : لمن كان به قلب ينتفع به. لأن من القلوب مالا ينتفع به، إذا كان مائلا إلى الغىّ، ومنصرفا عن الرّشد. أ هـ ﴿تلخيص البيان صـ ٣١٠ ـ ٣١٢﴾
(٢) قاله عليه السلام حين فتح مكة. فقد مضى الزبير بن العوام برايته حتى ركزها عند قبة رسول اللّه، وكان معه أم سلمة وميمونة رضى اللّه عنهما، وقيل : يا رسول اللّه! ألا تنزل منزلك من الشعب ؟
فقال : وهل ترك لنا عقيل منزلا ؟ وكان عقيل بن أبى طالب قد باع منزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ومنزل إخوته. والرجال والنساء بمكة. فقيل : يا رسول اللّه! فانزل فى بعض بيوت مكة فى غير منازلك، فقال! : لا أدخل البيوت! فلم يزل مضطربا بالحجون لم يدخل بيتا، وكان يأتى المسجد من الحجون لكل صلاة. انظر الخبر فى «إمتاع الأسماع» للمقريزى المؤرخ، ج ١ ص ٣٨١.
(٣) ليست بالأصل، والسياق يقتضيها.