وهذا من أحاديث الصفات التي سبق البحث عنها في الآية ٢١ من سورة الفجر المارة، وذكرنا أن جمهور المتكلمين وطائفة من العلماء يصرفونها عن ظاهرها بالتأويل، فيضعون بدل القدم المقدم أي حتى يضع اللّه من قدم من أهل النار لقيام الدليل على استحالة الجارحية على اللّه تعالى، وجمهور من السلف وطائفة من المتكلمين بحروفها على ظاهرها ويؤمنون بها من غير تأويل وهو الأقرب وعليه فيكون معنى الرجل الجماعة كما تقول رجل من جراد أي جماعة منه أي يضع فيها جماعة أو قوما مسميين بلفظ الرجل القدم والإضافة هنا اختصاصية راجع تفسير هذا الحديث في شرحي البخاري ومسلم.
وقال البغوي القدم والرجل في هذا الحديث من صفات اللّه المنزه عن الكيفية والتشبيه، والإيمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب، فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم، والخائض فيها زائغ والمنكر معطل، والمكيف مشبّه، وهو ليس كمثله شيء هذا واللّه أعلم
قال تعالى "وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ" قربت وهيئت للمتقين المساعدين عما نهوا عنه الفاعلين ما أمروا به "غَيْرَ بَعِيدٍ ٣١" مكان قريب منهم كي يروها وتقر أعينهم بها ويقال لهم "هذا ما تُوعَدُونَ" في الدنيا على لسان رسلكم وهي لكم و"لِكُلِّ أَوَّابٍ" رجاع توأب من الذنوب.