وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ أَفَلَمْ ينظروا إِلَى السمآء فَوْقَهُمْ ﴾
نظر اعتبار وتفكر، وأن القادر على إيجادها قادر على الإعادة.
﴿ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا ﴾ فرفعناها بلا عمد ﴿ وزيناها ﴾ بالنجوم ﴿ وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ ﴾ جمع فرج وهو الشق ؛ ومنه قول امرىء القيس :
تَسُدُّ بِهِ فَرْجَهَا مِنْ دُبُرْ...
وقال الكسائي : ليس فيها تفاوت ولا اختلاف ولا فتوق.
﴿ والأرض مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ ﴾ تقدّم في "الرعد" بيانه.
﴿ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ ﴾ أي من كل نوع من النبات ﴿ بَهِيجٍ ﴾ أي حسن يسر الناظرين ؛ وقد تقدّم في "الحج" بيانه.
﴿ تَبْصِرَةً ﴾ أي جعلنا ذلك تبصرة لندلَّ به على كمال قدرتنا.
وقال أبو حاتم : نصب على المصدر ؛ يعني جعلنا ذلك تبصيراً وتنبيهاً على قدرتنا ﴿ وذكرى ﴾ معطوف عليه.
﴿ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ ﴾ راجع إلى الله تعالى مفكر في قدرته.
قوله تعالى :﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السمآء ﴾ أي من السحاب ﴿ مَآءً مُّبَارَكاً ﴾ أي كثير البركة.
﴿ فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الحصيد ﴾ التقدير : وحبّ النبت الحصيد وهو كل ما يحصد.
هذا قول البصريين.
وقال الكوفيون : هو من باب إضافة الشيء إلى نفسه، كما يقال : مسجد الجامِع وربيعُ الأوّلِ وحقُّ اليقينِ وحبل الورِيدِ ونحوها ؛ قاله الفرّاء.
والأصل الحبّ الحصيد فحذفت الألف واللام وأضيف المنعوت إلى النعت.
وقال الضحاك : حبّ الحصيد البُرُّ والشَّعيرُ.
وقيل : كلّ حبٍّ يُحْصد ويُدّخر ويُقْتات.
﴿ والنخل بَاسِقَاتٍ ﴾ نصب على الحال ردًّا على قوله :﴿ وَحَبَّ الحصيد ﴾ و ﴿ بَاسِقَاتٍ ﴾ حال.
والباسقات الطوال ؛ قاله مجاهد وعكرمة.
وقال قتادة وعبد الله بن شدّاد : بُسُوقها استقامتها في الطول.
وقال سعيد بن جبير : مستويات.
وقال الحسن وعكرمة أيضاً والفرّاء : مواقير حوامل ؛ يقال للشاة بسَقت إذا ولدت، قال الشاعر :


الصفحة التالية
Icon