وهذه الأمثلة كثيرة، ومذهب المبرد : أن التقدير عن اليمين ﴿ قعيد ﴾ وعن الشمال فأخر ﴿ قعيد ﴾ عن مكانه ومذهب الفراء أن لفظ ﴿ قعيد ﴾ يدل على الاثنين والجمع فلا يحتاج إلى تقدير غير الظاهر وقوله تعالى :﴿ ما يلفظ من قول ﴾ قال الحسن بن أبي الحسن وقتادة : يكتب الملكان الكلام فيثبت الله من ذلك الحسنات، والسيئات، ويمحو غير ذلك، وهذا هو ظاهر الآية، قال أبو الجوزاء ومجاهد : يكتبان عليه كل شيء حتى أنينه في مرضه، وقال عكرمة : المعنى :﴿ ما يلفظ من قول ﴾ خير أو شر، وأما ما خرج من هذا فإنه لا يكتب والأول أصوب، وروي أن رجلاً قال لجمله : حل، فقال ملك اليمين لا أكتبها، وقال ملك الشمال لا أكتبها، فأوحى الله إلى ملك الشمال أن اكتب ما ترك ملك اليمين، وروي نحوه عن هشام الحمصي وهذه اللفظة إذا اعتبرت فهي بحسب مشيه ببعيره، فإن كان في طاعة فحل حسنة، وإن كان في معصية فهي سيئة والمتوسط بين هذين عسير الوجود ولا بد أن يقترن بكل أحوال المرء قرائن تخلصها للخير أو لخلافه.