ولفظ القرين : اسم جنس، فسائقه قرين، وصاحبه من الزبانية قرين، وكاتب سيئاته في الدنيا قرين وتحتمله هذه الآية، أي هذا الذي أحصيته عليه عتيد لدي، وهو موجب عذابه، ومماشي الإنسان في طريقه قرين، وقال الشاعر [ عدي بن زيد العبادي ] :[ الطويل ]
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه... فكل قرين بالمقارن يقتدي
والقرين الذي في هذه الآية، غير القرين الذي في قوله :﴿ قال قرينه ربنا ما أطغيته ﴾ إذ المقارنة تكون على أنواع، وقال بعض العلماء :﴿ قرينه ﴾ في هذه الآية : عمله قلباً وجارحاً، وقوله عز وجل :﴿ ألقيا في جهنم ﴾ معناه : يقال ﴿ ألقيا في جهنم ﴾. واختلف الناس لم يقال ذلك؟ فقال جماعة من المفسرين : هو قول الملكين من ملائكة العذاب. وقال عبد الرحمن بن زيد في كتاب الزهراوي : هو قول للسائق والشهيد، وحكى الزهراوي أن المأمور بإلقاء الكافر في النار اثنان، وعلى هذين القولين لا نظر في قوله :﴿ ألقيا ﴾. وقال مجاهد وجماعة من المتأولين : هو قول للقرين : إما السائق، وإما الذي هو من الزبانية حسبما تقدم واختلف أهل هذه المقالة في معنى قوله :﴿ ألقيا ﴾ وهو مخاطبة لواحد، فقال المبرد معناه : الق الق، فإنما أراد تثنية الأمر مبالغة وتأكيداً، فرد التثنية إلى الضمير اختصاراً كما قال [ امرؤ القيس ] :