تقرير للمنع من الاختصام وبيان لعدم فائدته، كأنه يقول قد قلت إنكم إذا اتبعتم الشيطان تدخلون النار وقد اتبعتموه، فإن قيل ما حكم الباء في قوله تعالى :﴿بالوعيد﴾ ؟ قلنا فيها وجوه أحدها : أنها مزيدة كما في قوله تعالى ﴿تَنبُتُ بالدهن﴾ [ المؤمنون : ٢٠ ]، على قول من قال إنها هناك زائدة، وقوله ﴿وكفى بالله﴾ [ النساء : ٦ ] وثانيها : معدية فقدمت بمعنى تقدمت كما في قوله تعالى :﴿يا أيها الذين ءامَنُواْ لاَ تُقَدّمُواْ بَيْنَ يَدَىِ الله﴾ [ الحجرات : ١ ] ثالثها : في الكلام إضمار تقديره، وقد قدمت إليكم مقترناً بالوعيد ﴿مَا يُبَدَّلُ القول لَدَىَّ﴾ [ ق : ٢٩ ] فيكون المقدم هو قوله، ما يبدل القول لدي، رابعها : هي المصاحبة يقول القائل : اشتريت الفرس بلجامه وسرجه أي معه فيكون كأنه تعالى قال : قدمت إليكم ما يجب مع الوعيد على تركه بالإنذار.
وقوله تعالى :﴿مَا يُبَدَّلُ القول لَدَىَّ﴾ يحتمل وجهين :


الصفحة التالية
Icon