﴿ فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ ﴾ الغطاء : الحجابُ المُغطِّي لأمورِ المعادِ وهو الغفلةُ والإنهماكُ في المحسوساتِ والألْفُ بها وقصرُ النظرِ عَلَيها ﴿ فَبَصَرُكَ اليوم حَدِيدٌ ﴾ نافذٌ لزوالِ المانعِ للإبصارِ وَقُرِىءَ بكسرِ الكافِ في المواضعِ الثلاثةِ ﴿ وَقَالَ قَرِينُهُ ﴾ أي الشيطانُ المُقيَّضُ لهُ مشيراً إليهِ ﴿ هذا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ ﴾ أيْ هَذا مَا عِنْدي وَفي ملكتِي عتيدٌ لجهنَم قدْ هيأتُه لهَا بإغوائِي وإضلالِي وَقيلَ قالَ المَلكُ الموكلُ بهِ مشيراً إِلى مَا معهُ منْ كتابِ عملهِ هذا مكتوبٌ عندِي عتيدٌ مهيأٌ للعرض، وما إن جعلت موصوفة فعتيد صفتها وإن جعلت موصولة فهي بدل مِنْهَا أو خبرٌ بعدَ خبرٍ أو خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ ﴿ أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ ﴾ خطابٌ منَ الله تعالَى للسائقِ والشهيدِ أو للملكينِ منْ خَزَنةِ النارِ أو لواحدٍ عَلى تنزيلِ تثنيةِ الفاعلِ منزلَة تثنيةِ الفعلِ وتكريرِه كقولِ مَنْ قالَ
فإنْ تزجُرانِي يَا ابْنَ عفانَ أنزجِر... وإنْ تدعانِي أحمِ عرضاً ممنَّعاً
أوْ عَلى أنَّ الألفَ بدلٌ منْ نونِ التأكيدِ على إجراءِ الوصلِ مُجرَى الوقفِ ويؤيدُه أنه قُرِىءَ أَلقِيَنْ بالنُّونِ الخفيفةِ ﴿ عَنِيدٍ ﴾ معاندُ للحقِّ.