﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾ منْ أصنافِ المخلوقاتِ ﴿ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا ﴾ بذلكَ معَ كونِه ممَّا لا يَفِي بهِ القُوَى وَالقُدَرُ ﴿ مِن لُّغُوبٍ ﴾ مِنْ إعياءٍ مَا ولاَ تعبٍ في الجملةِ وهَذَا ردٌّ علَى جَهَلةِ اليهودِ في زعمِهم أنَّه تعالَى بدأَ خلقَ العالمِ يومَ الأحدِ وفرَغَ منْهُ يومَ الجمعةِ واستراحَ يومَ السبتِ واستلقَى على العرشِ، سبحانَهُ وتعالَى عَمَّا يقولونَ عُلوَّا كبيراً ﴿ فاصبر على مَا يَقُولُونَ ﴾ أيْ ما يقولُه المشركونَ في شأنِ البعثِ منَ الأباطيلِ المبنيةِ عَلى الإنكارِ والاستبعادِ فإنَّ مَنْ فعلَ هذهِ الأفاعيلَ بلا فتورٍ قادرٌ عَلى بعثِهم والانتقامِ منهُمْ أوْ ما يقولُه اليهودَ منْ مقالاتِ الكفرِ والتشبيهِ ﴿ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ ﴾ أيْ نَزِّهَهُ تعالَى عنِ العجزِ عَمَّا يمكُن وَعَنْ وقوعِ الخُلفِ في أخبارِهِ التي مِنْ جُمْلتها الإخبارُ بوقوعِ البعثِ وعنْ وصفهِ تعالَى بما يوجبُ التشبيَه حَامداً له تعالَى عَلى ما أنعمَ به عليكَ من إصابةِ الحقِّ وغيرِهَا ﴿ قَبْلَ طُلُوعِ الشمس وَقَبْلَ الغروب ﴾ هُمَا وقتُ الفجرِ والعصرِ وفضيلتُهما مشهورةٌ ﴿ وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ ﴾ وسَبِّحْهُ بعضَ الليلِ ﴿ وأدبار السجود ﴾ وأعقابّ الصلواتِ جمعُ دُبُرٍ وقُرِىءَ بالكسرِ مِنْ أدبرتِ الصلاةُ إذَا انقضتْ وتمتْ ومعناهُ وقتُ انقضاءِ السجودِ وقيلَ : المرادُ بالتسبيحِ الصلواتُ فالمَرادُ بما قبلَ الطلوعِ صلاةُ الفجرِ وبما قبلَ الغروبِ الظهرُ والعصرُ وبمَا مِنَ الليلِ العشاءانِ والتهجدُ ومَا يصلَّى بأدبار السجودِ النوافلُ بعدَ المكتوباتِ ﴿ واستمع ﴾ أيْ لما يُوحَى إليكَ من أحوالِ القيامةِ، وفيهِ تهويلٌ وتفظيعٌ للمخَبرِ بهِ ﴿ يَوْمٍ يُنَادِى ﴾ أيْ إسرافيلُ أوْ جبريلُ عليهَما السلامُ فيقولُ أيتَها العظامُ الباليةُ واللحومُ المتمزقةُ والشعورُ