ويقال هذا في جميع الكفار الذين ذكر صفتهم في هذه الآية، وهي قوله :﴿ مَّنَّاعٍ لّلْخَيْرِ ﴾ يعني بخيلاً لا يخرج حق الله من ماله، ويقال :"مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ" يعني يمتنع عن الإسلام ﴿ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴾ المعتدي هو الظلوم الغشوم، والمريب الشاك في توحيد الله تعالى قوله تعالى :﴿ الذى جَعَلَ مَعَ الله إلها ءاخَرَ ﴾ يعني : أشرك بالله عز وجل ﴿ فألقياه فِى العذاب الشديد ﴾ يعني : في النار ﴿ قَالَ قرِينُهُ ﴾ يعني : شيطانه ﴿ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ ﴾ يعني : لم يكن لي قوة أن أضله ﴿ ولكن كَانَ فِى ضلال بَعِيدٍ ﴾ يعني : في خطأ طويل بعيد عن الحق، يقول الله تعالى لابن آدم وشيطانه ﴿ قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَىَّ ﴾ أي لا تختصموا عندي ﴿ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بالوعيد ﴾ يعني : أخذت عليكم الحجة، وأخبرتكم بالكتاب والرسول ﴿ مَا يُبَدَّلُ القول لَدَىَّ ﴾ يعني : لا يغير قضائي وحكمي الذي حكمت، ويقال : لا يكذب وعيدي ﴿ وَمَا أَنَاْ بظلام لّلْعَبِيدِ ﴾ يعني : لا أعذب أحداً بغير ذنب، ويقال : مَا يُبَدِّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، يعني : لا يغير عن جهته، ولا يحذف منه، ولا يزاد فيه، لأني أعلم كيف ضلوا، وكيف أضللتموهم، وروى سالم عن أبيه عن النبي ﷺ أنه قال :" مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلاَّ وُكِّلَ بِهِ قَرِيُنُه مِنَ الجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنَ المَلائِكَةِ " قالوا : وإياك يا رسول الله ﷺ "؟ قال :


الصفحة التالية
Icon