وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة الذاريات
(والذاريات) [١] الرياح. (فالحاملات) [٢] السحاب. (فالجاريات) [٣] السفن. (فالمقسمات) [٤] الملائكة. وقد حمل بعضهم الذاريات والحاملات على الرياح، فتكون مقدمة السحاب [تثيرها] وتسوقها، والثانية تدرها. والجاريات والمقسمات حملها على السحاب، لأنها تقسم الحظوظ والأرزاق وتجري بيسر وسهولة في مسير، كما قال الأعشى:
١١٢٢- غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينا كما يمشي [الوجى الوحل] ١١٢٣- كأن مشيتها من بيت جارتها مر السحابة لا ريث ولا عجل. وهذه أقسام، والواو التي فيها واو القسم، وجاز أن يقسم الله بها، ولا يجوز أن يقسم الخلق إلا بالله، لأن قسم الخلق استشهاد على صحة قولهم بمن يعلم السر والعلانية، وليس ذلك إلا الله. وقسم الخالق إرادة تأكيد الخبر في نفوسهم مما جرت به العادة بينهم، فيقسم ببعض خلقه على وجه يوجب الاعتبار، وإحضار القلب عند التنبيه على عجائب الفطرة وبدائع القدرة. (ذات الحبك) [٧] طرائق الغيم، وأثر حسن الصنعة فيه، وهو في البيض الحبيك، وفي الشعر، وجماح الحمام: الحباك. قال الشماخ:
١١٢٤- قد وكلت بالهدى إنسان ساهمة كأنه من تمام الطميء مسمول/١١٢٥- حتى استغاث بأحوى فوقه حبك تدعو هديلاً به [العزف العزاهيل]. (إنكم لفي قول مختلف) [٨] أمر مختلف، واحد مؤمن، وآخر كافر، وواحد مطيع وآخر عاص، وواحد يقول إنه ساحر، وآخر يقول: شاعر، وآخر: مجنون. (يؤفك عنه من أفك) [٩]
يصرف عن هذه الأفعال من صرف. وقيل: يصرف عن الجزاء. (قتل الخراصون) [١٠] لعن الكذابون. (على النار يفتنون) [١٣] [يحرقون]، كما يفتن الذهب بالنار. (ءاخذين ما آتاهم ربهم) [١٦] من الفرائض. وقيل: من الثواب. (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون) [١٧] أي: قليلاً هجوعهم، إذ "ما" مع "الفعل" بمعنى المصدر.