قال تعالى "وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ" ٢٢ به مقدر عند اللّه تعالى على تعاطي الأسباب، فقد يكون عفوا وبتسخير الغير، قال تعالى (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) الآية ٢/ ٣ من سورة الطلاق
في ج ٣، راجع هذا البحث في تفسيرها وفي كتاب قوت القلوب لأبي طالب المكي تجد ما لا يخطر يبالك.
واعلموا أيها الناس أن ما قدر لكم لا حق بكم لا محالة وإن أعرضتم عنه، أما غير المقدر فلو طلبتموه بجميع أسباب السعي فلن تدركوه، فدع أيها العاقل همك واهتمامك فيه :
الذي إليك حاصل لديك والذي لغيرك لم يصل إليك
ومن الرزق ما هو مقسوم، قال تعالى (نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ) الآية ٣٢ من سورة الزخرف المارة، ومنه ما هو مضمون وهو ما به قوام البنية لأن اللّه قدره له عند خلقه، ويطلق الرزق على المطر لأنه سببه من إطلاق السبب وإرادة المسبب عنه، ولأنه نفسه رزق، لأن الماء من أعظم الأرزاق وأنفعها، راجع الآية ١٣ من سورة المؤمن والآية ٥ من سورة الجاثية المارتين، وكذلك فإن ما أودعه اللّه فيها من الزّين والكواكب والمطالع والمغارب التي ينشأ عنها اختلاف الفصول من مبادئ الرزق أيضا، والعلم بسيرها ومنازلها وبروجها وما أودعه اللّه فيها من التأثير لنضج الأثمار والحبوب وتلوينها وطعمها والشفاء من الأمراض والعاهات رزق أيضا، فكل ما توعدون به أيها الناس في الدنيا والآخرة من خير وشر ونفع وخسر رزق أيضا، فابتغوا عند اللّه الرزق، وخذوا من كل شيء أحسنه لتفوزوا وتنجوا.