وهذا كقول عبد اللّه بن سلام حين سمع قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها) الآية ٤٧ من سورة النساء ج ٣، قال واللّه يا رسول اللّه ما كدت لأن أرجع فأومن قبل أن يطمس اللّه وجهي إلخ، فأسلم وحسن إسلامه كما سيأتي في تفسير هذه الآية.
قال تعالى "فَوَيْلٌ" هلاك وعذاب شديد وهوان وبلاء كبير "يَوْمَئِذٍ" يوم وقوعه "لِلْمُكَذِّبِينَ" ١١ باللّه ورسوله وكتابه واليوم الآخر "الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ" ١٢ لاهون
مما يراد بهم في الدنيا وما هم قادمون إليه في الآخرة مشغولون بما لا يعنيهم "يَوْمَ يُدَعُّونَ" يدفعون بعنف "إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا" ١٣ دفعا عظيما وتقول لهم الملائكة "هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ" ١٤ الذين أخبروكم بها وتقولون لما يتلى عليكم من آيات اللّه لسحر وكهانة، أنظروا "أَ فَسِحْرٌ هذا" المتلو عليكم كما زعتم "أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ" ١٥، أنه حق اليقين اليوم كما كنتم في الدنيا، لأن السحر لا يدوم، وهذا دائم مستمر.