وقرأ أبو عمرو ﴿ وأتبعناهم ﴾ بقطع الهمزة وفتحها، وإسكان التاء، ونون بعد العين وألف بعدها أي جعلناهم تابعين لهم في الإيمان، وقرأ أيضاً ذرياتهم جمعاً نصباً، وابن عامر كذلك رفعاً، وقرأ ذرياتهم بكسر الذال ﴿ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ بتاء الفاعل، ونصب ذريتهم على المفعولية، وقرأ الحسن.
وابن كثير ألتناهم بكسر اللام من ألت يألت كعلم يعلم، وعلى قراءة الجمهور من باب ضرب يضرب، وابن هرمز آلتناهم بالمد من آلت يؤلت، وابن مسعود.
وأبيّ لتناهم من لات يليت وهي قراءة طلحة.
والأعمش، ورويت عن شبل.
وابن كثير، وعن طلحة.
والأعمش، ورويت عن شبل.
وابن كثير، وعن طلحة.
والأعمش أيضاً لتناهم بفتح اللام، قال سهل : لا يجوز فتح اللام من غير ألف بحال وأنكر أيضاً آلتناهم بالمد، وقال : لا يروى عن أحد ولا يدل عليه تفسير ولا عربية وليس كما قال بل نقل أهل اللغة آلت بالمد كما قرأ هرمز، وقرىء وما ولتناهم من ولت يلت، ومعنى الكل واحد، وجاء ألت بمعنى غلظ يروى أن رجلاً قام إلى عمر رضي الله تعالى عنه فوعظه فقال : لا تألت على أمير المؤمنين أي لا تغلظ عليه ﴿ كُلُّ امرىء بِمَا كَسَبَ ﴾ أي بكسبه وعمله ﴿ رَهَينٌ ﴾ أي مرهون عند الله كأن الكسب بمنزلة الدين ونفس العبد بمنزلة الرهن ولا ينفك الرهن ما لم يؤدّ الدين فإن كان العمل صالحاً فقد أدى لأن العمل الصالح يقبله ربه سبحانه ويصعد إليه عز وجل وإن كان غير ذلك فلا أداء فلا خلاص إذ لا يصعد إليه سبحانه غير الطيب، ولذا قال جل وعلا :
﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلاَّ أصحاب اليمين ﴾ [ المدثر : ٣٨، ٣٩ ] فإن المراد كل نفس رهن بكسبها عند الله تعالى غير مفكوك إلا أصحاب اليمين فإنهم فكوا عنه رقابهم بما أطابوه من كسبهم.


الصفحة التالية
Icon