ويوم إما بدل من ﴿ يوم تمور ﴾، أو متعلق بالقول المقدر في الجملة التي بعد هذه، وهي ﴿ هذه النار التى كُنتُم بِهَا تُكَذّبُونَ ﴾ أي : يقال لهم ذلك يوم يدعون إلى نار جهنم دعًّا، أي : هذه النار التي تشاهدونها هي النار التي كنتم تكذبون بها في الدنيا، والقائل لهم بهذه المقالة هم خزنة النار، ثم وبخهم سبحانه، أو أمر ملائكته بتوبيخهم، فقال :﴿ أَفَسِحْرٌ هذا ﴾ الذي ترون وتشاهدون، كما كنتم تقولون لرسل الله المرسلة، ولكتبه المنزلة، وقدّم الخبر هنا على المبتدأ لأنه الذي وقع الاستفهام عنه، وتوجه التوبيخ إليه ﴿ أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ ﴾ أي : أم أنتم عمي عن هذا، كما كنتم عمياً عن الحقّ في الدنيا ﴿ اصلوها فاصبروا أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ ﴾ أي : إذا لم يمكنكم إنكارها، وتحققتم أن ذلك ليس بسحر، ولم يكن في أبصاركم خلل، فالآن ادخلوها وقاسوا شدّتها، فاصبروا على العذاب أو لا تصبروا، وافعلوا ما شئتم، فالأمران ﴿ سَوَاء عَلَيْكُمْ ﴾ في عدم النفع، وقيل : أيضاً تقول لهم الملائكة هذا القول، ﴿ وَسَوَآء ﴾ خبر مبتدأ محذوف، أي : الأمران سواء، ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف، أي : سواء عليكم الصبر وعدمه، وجملة :﴿ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ تعليل للاستواء، فإن الجزاء بالعمل إذا كان واقعاً حتماً كان الصبر، وعدمه سواء.
﴿ إِنَّ المتقين فِى جنات وَنَعِيمٍ ﴾ لما فرغ سبحانه من ذكر حال المجرمين ذكر حال المتقين، وهذه الجملة يجوز أن تكون مستأنفة، ويجوز أن تكون من جملة ما يقال للكفار زيادة في غمهم وحسرتهم، والتنوين في ﴿ جنات وَنَعِيمٍ ﴾ للتفخيم ﴿ فاكهين بِمَا ءاتاهم رَبُّهُمْ ﴾ يقال : رجل فاكه، أي : ذو فاكهة، كما قيل : لابن وتامر.