لا لغو فيها : أي لا تحمل هذه الكئوس فى كيانها، هذا الداء الذي يخامر العقول، ويفقدها الوعى، فتخرج من وقارها إلى هذر الكلام ولغوه.
ولا تأثيم : أي لا إثم على شاربها، فهى خمر، وهى مع ذلك حلال لشاربها..
ومن هنا ندرك السر فى تحريم الخمر، والعلّة التي من أجلها كانت إثما يسوق مرتكبه إلى ساحة الاتهام والعقاب..
فالإسكار، هو علّة تحريم الخمر، لا علّة له غيرها.. دون نظر إلى المادة التي يصنع منها..
وعلى هذا، فإن الخلاف القائم بين أصحاب المذاهب الفقهية فى تلك المباحث التي تبحث عن جواب هذا السؤال : ما هى الخمر ؟ وما هى المادة التي تصنع منها ؟ ـ إن هذا الخلاف لا محصّل له، ولا داعية للوقوف عنده، فى تقرير الحكم الشرعي للخمر.. فكل مسكر خمر، وكل مغيّب للعقل، ذاهب بوقاره، داع له إلى اللغو ـ هو خمر، وهو موقع على متعاطيه إثما، هو إثم شارب الخمر.. أ هـ ﴿التفسير القرآنى للقرآن حـ ١٤ صـ ٥٦٢ ـ ٥٦٧﴾


الصفحة التالية
Icon