مور السحابة لا ريث ولا عجل... أراد مضيها، وقال الضحاك :﴿ تمور ﴾ تموج. وقال مجاهد : تدور. وقال ابن عباس : تشقق، وهذه كلها تفاسير بالمعنى، لأن السماء العلو يعتريها هذا كله، وسير الجبال هو في أول الأمر، ثم تتفتت أثناء السير حتى تصير آخراً كالعهن المنفوش والفاء في قوله :﴿ فويل ﴾ عاطفة جملة على جملة وهي تتضمن ربط المعنى وتأكيده وإثبات الويل للمكذبين.
والويل : السوء والمشقة والهم الأطول، ويروى أن في جهنم وادياً يسمى : ويلاً والخوض التخبط في الأباطيل، يشبه بخوض الماء، ومنه قوله تعالى :﴿ وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا ﴾ [ الأنعام : ٦٨ ] و: ﴿ يوم ﴾ الثاني بدل من :﴿ يومئذ ﴾ و: ﴿ يدعون ﴾ قال ابن عباس معناه : يدفعون في أعناقهم بشدة وإهانة وتعتعة، ومنه قوله تعالى :﴿ يدع اليتيم ﴾ [ الماعون : ٢ ] وفي الكلام محذوف مختصر تقديره : يقال لهم هذه النار، وإخبارهم بهذا على جهة التوبيخ والتقريع وقرأ أبو رجاء العطاردي :" يوم يدْعَون إلى نار جهنم " من الدعاء بسكون الدال وفتح العين.
أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (١٥)
لما قيل لهم هذه النار، وقفوا بعد ذلك على الجهتين التي يمكن منها دخول الشك في أنها النار وهي إما أن يكون ثم سحر يلبس ذات المرء، وإما أن يكون في بصر النظر اختلال، وأمرهم بصليها على جهة التقريع، ثم قيل لهم على جهة قطع رجائهم :﴿ اصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم ﴾ أي عذابكم حتم، فسواء جزعكم وصبركم لا بد من جزاء أعمالكم. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾