فقال ابن عرفة :(لعلهم لم ينظروا أو نظروا فلم يهتدوا) للعثور على الوجه الذي منه يدل الدليل. قال : وهما مسألتان في أصول الدين. مسألة تخالف العلم مع التّمكن من مراد النظر الصحيح.
ومسألة (تخالف) العلم مع حصول النظر الصحيح فالآية إنما تدل على الأول لا على الثاني. أ هـ ﴿تفسير ابن عرفة حـ ٢ صـ ٤٩٥﴾
بحث نفيس عن ماهية محبة العبد لله تعالى والشوق إليه
قال الإمام فخر الدين الرازى ـ عليه سحائب الرحمة والرضوان من الرحيم الرحمن ـ :
اعلم أنه لا نزاع بين الأمة في إطلاق هذه اللفظة، وهي أن العبد قد يحب الله تعالى، والقرآن ناطق به، كما في هذه الآية، وكما في قوله :﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة : ٥٤] وكذا الأخبار، روي أن إبراهيم ـ عليه السلام ـ قال لملك الموت ـ عليه السلام ـ وقد جاءه لقبض روحه : هل رأيت خليلاً يميت خليله ؟
فأوحى الله تعالى إليه : هل رأيت خليلاً يكره لقاء خليله ؟
فقال : يا ملك الموت الآن فاقبض، وجاء أعرابي إلى النبي ـ ﷺ ـ فقال :" يا رسول الله متى الساعة ؟ فقال ما أعددت لها ؟ فقال ما أعددت كثير صلاة ولا صيام، إلا أني أحب الله ورسوله، فقال عليه الصلاة والسلام : المرء مع من أحب " فقال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم بذلك، وروي أن عيسى ـ عليه السلام ـ مر بثلاثة نفر، وقد نحلت أبدانهم، وتغيرت ألوانهم، فقال لهم : ما الذي بلغ بكم إلى ما أرى ؟
فقالوا : الخوف من النار، فقال حق على الله أن يؤمن الخائف، ثم تركهم إلى ثلاثة آخرين، فإذا هم أشد نحولاً وتغيراً، فقال لهم : ما الذي بلغ بكم إلى هذا المقام ؟


الصفحة التالية
Icon