﴿ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ ذكرنا فيه وجوهاً أحدها : أنه جرى على عادة العرب حيث تعبر عن الكل بالأكثر كما قال تعالى :﴿أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ﴾ [ سبأ : ٤١ ] ثم إن الله تعالى تكلم على تلك العادة ليعلم أن الله استحسنها من المتكلم حيث يكون ذلك بعيداً عن الخلف ثانيها : منهم من آمن فلم يكن ممن لا يعلم ثالثها : هم في أكثر الأحوال لم يعلموا وفي بعض الأحوال علموا وأقله أنهم علموا حال الكشف وإن لم ينفعهم.
المسألة السادسة :
مفعول ﴿لاَّ يَعْلَمُونَ﴾ جاز أن يكون هو ما تقدم من الأمر : وهو أن لهم عذاباً دون ذلك، وجاز أن لا يكون له مفعول أصلا، فيكون المراد أكثرهم غافلون جاهلون.
وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (٤٨)


الصفحة التالية
Icon