اللام في قوله ﴿واصبر لِحُكْمِ﴾ تحتمل وجوهاً : الأول : هي بمعنى إلى أي اصبر إلى أن يحكم الله الثاني : الصبر فيه معنى الثبات، فكأنه يقول فاثبت لحكم ربك يقال ثبت فلان لحمل قرنه الثالث : هي اللام التي تستعمل بمعنى السبب يقال لم خرجت فيقال لحكم فلان علي بالخروج فقال :﴿واصبر﴾ واجعل سبب الصبر امتثال الأمر حيث قال واصبر لهذا الحكم عليك لا لشيء آخر.
المسألة الثانية :
قال ههنا ﴿بِأَعْيُنِنَا﴾ وقال في مواضع أخر ﴿وَلِتُصْنَعَ على عَيْنِى﴾ [ طه : ٣٩ ] نقول لما وحد الضمير هناك وهو ياء المتكلم وحده وحد العين ولما ذكر ههنا ضمير الجمع في قوله ﴿بِأَعْيُنِنَا﴾ وهو النون جمع العين، وقال :﴿بِأَعْيُنِنَا﴾ هذا من حيث اللفظ، وأما من حيث المعنى فلأن الحفظ ههنا أتم لأن الصبر مطية الرحمة بالنبي ﷺ حيث اجتمع له الناس وجمعوا له مكايد وتشاوروا في أمره، وكذلك أمره بالفلك وأمره بالاتخاذ عند عدم الماء وحفظه من الغرق مع كون كل البقاع مغمورة تحت الماء تحتاج إلى حفظ عظيم في نظر الخلق فقال ﴿بِأَعْيُنِنَا ﴾.
المسألة الثالثة :


الصفحة التالية
Icon