وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة النجم
(والنجم إذا هوى) [١] قيل: إنها النجوم المنقضة على عهد رسول الله ﷺ، انقضاضاً على أحد. وقيل/: إن المراد جنس النجوم، فأقسم بها إذا هوت للمغيب، لما فيه من الدلالة على التوحيد، كما في قصة إبراهيم عليه السلام. وقيل: إن النجم [في] لغة العرب: الثريا، [قال]:
١١٥٦- إذا شالت الجوزاء والنجم طالع فكل مخاضات الفرات معابر ١١٥٧- وإني إذا ضن الأمير بإذنه على الإذن من [نفسي] إذا شئت قادر. وتخصيص القسم بالثريا، لأنهم كانوا يستدلون بها على أمور، ونوءها أغزر، ولما أراد عمر الاستسقاء بالعباس قال: "يا عم رسول الله كم بقي من نوء الثريا"
وهو بعد تصغير ثروى، لأن مطرها تكون منه الثروة، أو الكثرة من الندى عند نوئها. قال الزجاج في كتاب "الأنواء": وزعم بعض المؤمنين من المنجمين أن الثريا إذا هوى للغروب طلع رقيبه الإكليل من العقرب. أي: إن صاحبكم هو الذي دل عليه برج قران الملة، فهو النبي حقاً. وظنه آخرون من طالع مولده [إذ] كان الميزان، فإن الهوي للغروب ليس بنفس الغروب، وإنما هو الذهاب إليه، وحينئذ يكون الميزان طالعاً، وهذا هو الهذيان الذي لا يحل سوداء جالينوس.
(ذو مرة) [٦] ذو حزم في قوة، كما قال جرير: ١١٥٨- وما زادني طول المدى نقص مرة ولا رق عودي للضروس العواجم. (فاستوى) ارتفع إلى مكانه. وقيل: استوى على صورته، وذلك أنه رأى جبريل على صورته في الأفق الأعلى. وقوله: (بالأفق الأعلى) [٧] أي: استوى جبريل ومحمد عليهما السلام بالأفق الأعلى، وحسن الحذف لئلا/يتكرر "هو"، كما قال الشاعر: