"أ لكم" أيها الكفرة "الذَّكَرُ" تختصون به "وَلَهُ" جل شأنه "الْأُنْثى ٢١" مع أنكم تكرهونها قال تعالى (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ) الآية ٥٩، وقوله وإذا بشر أحدهم بالأنثى إلخ الآية ٦٣ من سورة النحل في ج ٢
"تِلْكَ" القسمة التي قسمتموها بينكم وبين ربكم "إِذاً" بعد اختياركم الأحسن "قِسْمَةٌ ضِيزى ٢٢" عوجاء جائرة لم ترضوها لأنفسكم فكيف ترضونها لربكم "إِنْ هِيَ" ما الأصنام المذكورة بشيء البتة "إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ" عفوا من تلقاه أنفسكم ودعيتموها آلهة افتراء على اللّه وهي ليست بشيء يستحق الذكر "ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ" حجة أو برهان بما تزعمون من آلهيتها "إِنْ" ما "يَتَّبِعُونَ" في ذلك الاتخاذ "إِلَّا الظَّنَّ" والوهم الذي لا حقيقة له "و" ما يتبعون في ذلك الا "ما تَهْوَى الْأَنْفُسُ" وتزينه لهم وتشهيهم بعبادة الأوثان وأتباع الشيطان "وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى ٢٣" بكتابه المنزل على رسوله بأن الأصنام ليست بآلهة ولا أهلا للعبادة وأن العبادة لا تكون الا اللّه الذي يخذل من يعبد غيره، ويقهر من يكذب آياته فلم يرتدعوا ولم ينتهوا عن ذلك، قال تعالى منّددا صنيعهم ذلك بقوله "أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى ٢٤" استفهام على طريق الإنكار أي أيظن الكافر ان له ما يتمناه ويشتهيه من كل ما يصوره عقله، كلا ليس له ذلك بل لا يكون الا ما يريده اللّه "فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى ٢٥" كليهما وما فيهما ولا يقع فيهما إلا ما يشاء اللّه ليس لأحد فيها دخل ولا شيء البتة، ثم قال ردا على ما يزعمون من شفاعته أصنامهم "وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً" لأحد ما لأنهم لا يشفعون "إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ" الشفاعة له ومن يؤهله للتشفع "وَ