يَرْضى ٢٦" له أن يكون شافعا فكيف إذن تشفع أصنامهم لهم وهم ليسوا بشيء "إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ" ويجحدون كونها ووجودها "لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى ٢٧" بقولهم أنهم بنات اللّه ولم يقل تسمية الإناث لأن المراد الجنس وهو أليق لمناسبة رؤس الآي وما يسمونه بالروى في النظم "وَما لَهُمْ بِهِ" أي الذين يقولونه "مِنْ عِلْمٍ" يحتجون به في تلك التسمية والعبادة "إِنْ" ما "يَتَّبِعُونَ" في عبادتهم وتسميتهم "إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ٢٨" أبدا لأنه ناشىء عن التقليد والوهم والتخمين، والشيء
لا تدرك حقيقته إلا باليقين، فاذا كان هذا مبلغ علمم "فَأَعْرِضْ" أترك يا حبيبي وصدّ "عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا" الذي أنزلناه عليك لانهم أعرضوا عنه وتولوا عن الايمان به "وَلَمْ يُرِدْ" كل منهم "إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا ٢٩" لإنها بغيتهم ولا همّ لهم بالآخرة لانهم لم يؤمنوا بها "ذلِكَ" ظنهم واختيارهم هو "مَبْلَغُهُمْ" وغاية مطلبهم ونهاية ما توصلت اليه عقولهم "مِنَ الْعِلْمِ" الذي لا يحيط ببعضه عقلاؤهم لقلة إدراكهم وشدة توغلهم في الدنيا "إِنَّ رَبَّكَ" يا سيد الرسل "هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ" السوي وطريقه المستقيم الذي يجب أن يسلك دون غيره من السبل المضلة "وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى ٣٠" اليه فيجازى كلا بعمله
"وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ" وما بينهما وما فيهما وما تحتهما وفوقهما ملكا وعبيدا.