روى البخاري ومسلم عن خارجة بن زمعة بن ثابت أن أم العلاء امرأة من الأنصار كانت بايعت النبي صلّى اللّه عليه وسلم وأخبرته أنه اقتسم المهاجرون قرعة قالت فطار لنا ابن صفعون فأنزلناه في أبياتنا فوجع وجعه الذي توفي فيه فلما توفي غسل وكفن في أثوابه وصلى عليه رسول اللّه، فقلت رحمة اللّه عليك أبا السائب فشهادتي عليك قد أكرمك اللّه فقال صلّى اللّه عليه وسلم : وما يدريك أن اللّه أكرمه ؟ فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول
اللّه فمن يكرمه اللّه ؟ فقال صلّى اللّه عليه وسلم : أما هو فقد جاءه اليقين واللّه اني لارجو له الخير، واللّه لا أدري وأنا رسول اللّه ما يفعل بي.
قالت فو اللّه لا أزكى بعده أحدا قالت : ورأيت لعثمان في النوم عينا تجري، فجئت رسول اللّه فذكرت له ذلك، فقال : ذلك عمله وهذه الآية نزلت في أناس من المدينة يعملون أعمالا حسنة ثم يتبرمون بها، وهي عامة في كل من يتصف بذلك، هذا وقد سبق أن بينا أن الآيات
المستثناة من السور إذا طويتها وقرأت ما بعدها تبعا لما قبلها يستقيم المعنى والنظم وهذه كذلك، إلا أنه لا يجوز بوجه من الوجوه إسقاط حرف واحد من القرآن أو تغيره عن محله، حتى ان العلماء كرّهت ان يقرأ المصلي آية أو سورة ثم يترك التي تليها ويقرأ ما بعدها، كما كرهوا أن يقرأ القرآن على عكس ترتيبه قال تعالى :