قبل الإسلام تفعل هذا فما يقع الآن منه فهو من بقايا عوائدهم القبيحة فلا حول ولا قوة الا باللّه، فنهاهم اللّه عن ذلك وبلغهم أمره بأن لا تؤاخذ نفس بدل نفس.
مطلب ما هو موافق من شرع من قبلنا لشرعنا وما هو مخالف، وعوائد الجاهلية :
وعلى هذا شرعنا الذي جاء به رسولنا وهو موافق لشرع جده ابراهيم ومؤيد له وقد مضى على نزول هذه الآية خمس وخمسون سنة وثلاثمائة والف وهي تتلى عليهم ليل نهار ولم يرتدع أولئك الأعراب عن هذه العادة الخبيثة وكان في صحفهما ايضا ما ذكره اللّه بقوله :"وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى ٣٩" اي لا يثاب الإنسان بعمل غيره له كما لا يعاقب ولا يضاعف له الأجر كأنه محمد بل يعطي له أجره بحسب عمله فقط.
وهذا مخالف لشريعتنا التي جاءنا بها محمد صلّى اللّه عليه وسلم إذ يضاعف لنا الأجر من واحد إلى سبعمائة إلى ما شاء اللّه وان سعى الغير لها ينفعها، قال تعالى (مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) الآية ٧٤ من الفرقان الآتية وقال (وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ) الآية ٨٧ من سورة الأنعام من ج ٢، وقال تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) الآية ٢٠ من سورة الطور والآية ٩ من سورة المؤمن من ج ٢ أيضا، ولهذا البحث صلة في تفسير الآية، ٢ من سورة الرعد في ج ٣، ومن هنا تعلم أن اللّه تعالى أدخل الأنبياء الجنة بعمل آبائهم الصالحين يؤيده ما ورد عن ابن عباس أن رجلا قال لرسول اللّه ان أمي توفيت أينفعها ان تصدقت عليها قال نعم.