قوله تعالى :﴿بِمَا وفى﴾ يحتمل وجهين : أحدهما : أن يكون المراد ما فيها لا بصفة كونه فيها، فكأنه تعالى يقول : أم لم ينبأ بالتوحيد والحشر وغير ذلك، وهذه أمور مذكورة في صحف موسى، مثال : يقول القائل لمن توضأ بغير الماء توضأ بما توضأ به النبي ﷺ وعلى هذا فالكلام مع الكل لأن المشرك وأهل الكتاب نبأهم النبي ﷺ بما في صحف موسى ثانيهما : أن المراد بما في الصحف مع كونه فيها، كما يقول القائل فيما ذكرنا من المثال توضأ بما في القربة لا بما في الجرة فيريد عين ذلك لا جنسه وعلى هذا فالكلام مع أهل الكتاب لأنهم الذين نبئوا به.
المسألة الثانية :
صحف موسى وإبراهيم، هل جمعها لكونها صحفاً كثيرة أو لكونها مضافة إلى اثنين كما قال تعالى :﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ [ التحريم : ٤ ] ؟ الظاهر أنها كثيرة، قال الله تعالى :﴿وَأَخَذَ الألواح﴾ [ الأعراف : ١٥٤ ] وقال تعالى :﴿وَأَلْقَى الألواح﴾ [ الأعراف : ١٥٠ ] وكل لوح صحيفة.
المسألة الثالثة :


الصفحة التالية