وقال الشيخ الصابونى :
سورة القمر
مكية وآياتها خمس وخمسون آية
بين يدي السورة
* سورة القمر في السور المكية، وقد عالجت أصول العقيدة الإسلامية، وهي من بدئها إلى نهايتها، حملة عنيفة مفزعة على المكذبين بآيات القرآن، وطابع السورة الخاص، هو طابع اللهديد والوعيد، والإعذار، والإنذار، مع صور شتى من مشاهد العذاب والدمار.
* ابتدأت السورة الكريمة بذكر تلك " المعجزة الكونية، معجزة انشقاق القمر، التي هي إحدى المعجزات العديدة لسيد البشر ( ﷺ )، وذلك حين طلب المشركون منه معجزة جلية، تدل على صدقه، وخصصوا بالذكر أن يشق لهم القمر، ليشهدوا له بالرسالة، ومع ذلك عاندوا وكابروا [ اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر.. ] الآيات.
* ثم انتقلت للحديث عن أهوال القيامة وشدائدها، بأسلوب مخيف يهز المشاعر هزا، ويحرك في النفس الرعب والفزع، من هول ذلك اليوم العصيب [ فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر ].
* وبعد الحديث عن كفار مكة، يأتى الحديث عن مصارع المكذبين، وما نالهم في الدنيا من ضروب العذاب والدمار، بدءا بقوم نوح [ كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر.. ].
* ثم تلاه الحديث عن الطغاة المتجبرين من الأمم السالفة، الذين كذبوا الرسل، فأهلكهم الله إهلاكا فظيعا، ودمرهم عن بكرة أبيهم، وقد تحدثت الآيات عن قوم (عاد، وثمود، وقوم لوط، وقوم فرعون ) وغيرهم من الطغاة المتجبرين بشيء من الإسهاب، مع تصوير أنواع العذاب [ كذبت عاد فكيف كان عذابى ونذر ؟ إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر.. ] الآيات.