و امتحنهم بقسمة الماء فأبوا وأجمعوا على قتلها الدال عليه قوله "فَنادَوْا صاحِبَهُمْ" الذي أجمع رأيهم عليه بأن يتولى قتلها "فَتَعاطى " اجترأ دون اكتراث بأنها آية اللّه على صدق نبيهم "فَعَقَرَ ٢٩" الناقة بالسيف الذي ناولوه إياه "فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ ٣٠"
لأمثال هؤلاء أي شيء عظيم هو وبينه بقوله :
"إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً" من قبل عبدنا جبرائيل "فَكانُوا" بسببها "كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ٣١" كيبيس الشجر إذا كسر وحطم وصار محتضرا لوم البهائم وقدمنا في الآية ١١ من سورة الشمس ما يتعلق بهذا وله صلة في الآية ١٥٧ من سورة الشعراء الآتية وسنفصل القصة إن شاء اللّه في الآية ١١٩ من الأعراف الآتية أيضا قال تعالى :
"وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ٣٢" ثم طفق يبين القصة الرابعة فقال :"كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ ٣٣" ثم وصف تعذيبهم بقوله :"إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً" ريحا ممزوجة بالحصى الصغار المسمى حصباء وأمرناها بحصبهم جميعا "إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ ٣٤" إذ أوحينا اليه أن يخرج أهله معه آخر الليل لئلا يصيبهم ذلك وأنعمنا عليهم بالنجاة منه "نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا" نحن إله الكل "كَذلِكَ" مثل هذا الجزاء الحسن "نَجْزِي مَنْ شَكَرَ ٣٥" نعمنا من عبادنا الطائعين وقرىء نعمة بالرفع على الخبرية، أي وهذا الإنجاء نعمة من لدنا.