وبالنصب مفعول مطلق وعليه المصاحف وهو أليق "وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ" نبيهم لوط عليه السلام "بَطْشَتَنا" هذه وحذرهم عقوبتنا القاسية ليؤمنوا فلم ينجح بهم بل أصروا على تكذيبه والسخرية به كما يدل عليه قوله "فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ ٢٦" وشكوا بصدقهم بل كذبوهم لأن الفعل يتضمن معنى التكذيب إذ عدي بالياء، ولو كان المراد الشك لعدي بالفاء إذ يقال شك في الأمر وكذب به، تأمل "وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ" أي طلبوا منه أن يفتعلوا بهم وحاولوا فتح الباب ليفجروا بهم وقد عجز عن مقاومتهم "فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ" بصفقة من جناح عبدنا جبريل فصير عيونهم من جملة وجوهم حتى كأنها لم تنشق، ومنعناهم من التعرض لأضيافه بعد أن خالفوه وأرادوا أن يدخلوا داره قسرا عنه ليتعرضوا لأضيافه فنصره ربه وقال "فَذُوقُوا" أيها الفاحشون الخبثاء "عَذابِي" الذي أوقعه عليكم "وَنُذُرِ ٣٧" أي ما أنذرتكم به على لسان نبيكم من العذاب "وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً) هي أخص في الصباح لأنها تطلق على الغدوة أيضا بخلافه "عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ ٣٨"
ثابت دائم إلى يوم القيامة حتى يقضى بسوقهم إلى النار ويقال لهم فيها "فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ ٣٩" تشديدا للعذاب وزيادة للحسرة "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ٤٠" وفي تكرير هذه الآية معنى آخر وهو حث للسامع على تجديد الاتعاظ وتكرير الانتباه عند سماع تكرار هذه الآية آخر كل قصة لتكون عبرة دائمة في القلوب مستمرا تصورها في الأذهان وكذلك الأمر في تكرار (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) في سورة المرسلات المارة، وجملة فبأي آلاء ربكما تكذبان من سورة الرحمن في ج ٣