قال تعالى "وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ٤١" أي موسى وهرون "كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها" أي الآيات التسع الآتية في سورة الأعراف مفصلة من الآية ١٠٢ فما بعد "فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ٤٢" غالب قهار جبار لا يعجزه شيء ولا يحول دون أمره شيء "أَ كُفَّارُكُمْ" يا أمة محمد ويا أهل مكة "خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ" الذين قصصنا عليكم أمرهم وكيفية تعذيبهم في الدنيا وما خبأناه لهم في الآخرة أدهى وأمر وأدوم "أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ" يأمنكم من الإهلاك أخبرتم بها أم نزلت عليكم "فِي الزُّبُرِ ٤٣" الكتب المتقدمة، كلا لا مأمن لكم من العذاب البتة ولستم بأحسن ممن قبلكم ولا أقل كفرا منهم ولم ينزل بأمتكم من عذاب اللّه شيء وسيصيبكم ما أصابهم إن لم تؤمنوا.
مطلب الآيات المدنية وحكم ما تأخر حكمه عن نزوله :
وهذه أولى الآيات المدنيات قال تعالى "أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ" الذين حضروا واقعة بدر كما سيأتي بيانها في الآية ٥ من سورة الأنفال في ج ٣ "جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ ٤٤" كثيرون أقوياء ممتنعون لا نظلم ولا نرام فردّ عليهم بقوله "سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ٤٥" هاربين لا يلوون على أحد، واعلم يا حبيبي أن ليس الأمر كما يقولون ويتوهمون "بَلِ السَّاعَةُ" هذه التي يتوخون النصر فيها هي "مَوْعِدُهُمْ" للقتل والأسر والسبي في الدنيا وهذه من علامات النبوة حيث صدق اللّه وعده رسوله "وَالسَّاعَةُ" الداهية الدهماء الموعودون بها يوم القيامة "أَدْهى " من عذاب هذه
الساعة الدنيوية "وَأَمَرُّ ٤٦" منها مذاقا وأدوم عذابا من القتل والأسر والسبي.
انتهت الآيات المدنيات.
روى البخاري ومسلم عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه وهو في قبة يوم بدر : اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد هذا اليوم أبدا.