وقال الآلوسى :
﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بالنذر ﴾
بالرسل عليهم الصلاة والسلام فإن تكذيب أحدهم وهو صالح عليه السلام هنا تكذيب للكل لاتفاقهم على أصول الشرائع، وجوز أن يكون مصدراً، أو جمعاً له وأن يكون جمع نذير بمعنى المنذر منه فلا تغفل.
﴿ فَقَالُواْ أَبَشَراً مّنَّا ﴾ أي كائناً من جنسنا على أن اجلار والمجرور في موضع الصفة لبشراً وانتصابه بفعل يفسره نتبع بعد أي أنتبع بشراً ﴿ واحدا ﴾ أي منفرداً لاتبع له، أو واحداً من آحادهم لا من أشرافهم كما يفهم من التنكير الدال على عدم التعيين وهو صفة أخرى لبشر وتأخيره مع إفراده عن الصفة الأولى مع كونها شبه الجملة للتنبيه على أن كلا من الجنسية والوحدة مما يمنع الاتباع ولو قدم عليها لفات هذا التنبيه، وقرأ أبو السمال فيما ذكر الهذلي في كتابه الكامل.
وأبو عمرو الداني أبشر منا واحد برفعهما على أن بشر مبتدأ، وما بعد صفته، وقوله تعالى :﴿ نَّتَّبِعُهُ ﴾ خبره.
ونقل ابن خالويه.
وصاحب اللوامح.
وابن عطية عن أبي السمال رفع بشر ونصب ﴿ واحدا ﴾ وخرج ذلك ابن عطية على أن رفع بشر إما على إضمار فعل مبني للمفعول والتقدير أينبأ بشر، وإما على الابتداء والخبر جملة ﴿ نَّتَّبِعُهُ ﴾، ونصب ﴿ واحدا ﴾ على الحال إما من ضمير النصب في ﴿ نَّتَّبِعُهُ ﴾.
وإما من الضمير المستقر في ﴿ مِنَّا ﴾ وخرج صاحب اللوامح نصب ﴿ واحدا ﴾ على هذا أيضاً، وأما رفع بشر فخرجه على الابتداء وإضمار الخبر أي أبشر منا يبعث إلينا أو يرسل أو نحوهما، وتقدم الاستفهام يرجح تقدير فعل يرفع به ﴿ إِنَّا إِذَا ﴾ أي إذا اتبعنا بشراً منا واحداً ﴿ لَفِى ضلال ﴾ عظيم عن الحق ﴿ وَسُعُرٍ ﴾ أي نيران جمع سعير.


الصفحة التالية
Icon