﴿الله خالق كُلّ شَىْء﴾ [ الزمر : ٦٢ ] وأما على القراءة الثانية وهي الرفع، فنقول : جاز أن يكون كل شيء مبتدأ وخلقناه بقدر خبره وحينئذ تكون الحجة قائمة عليهم بأبلغ وجه، وقوله :﴿كُلّ شَىْء﴾ نكرة فلا يصلح مبتدأ ضعيف لأن قوله :﴿كُلّ شَىْء﴾ عم الأشياء كلها بأسرها، فليس فيه المحذور الذي في قولنا : رجل قائم، لأنه لا يفيد فائدة ظاهرة، وقوله :﴿كُلّ شَىْء﴾ يفيد ما يفيد زيد خلقناه وعمرو خلقناه مع زيادة فائدة، ولهذا جوزوا ما أحد خير منك لأنه أفاد العموم ولم يحسن قول القائل أحد خير منك حيث لم يفد العموم.
المسألة الثالثة :