المترتب عليها أعمال النّاس في المواسم وآجال الدّيون والإجارات والرّهون وأوقات الحج وغيرها مما يتعلق بالحيض والنّفاس والرّضاع والعدة والايمان وغيرها "وَالنَّجْمُ" هو مالا ساق له من النّباتات.
ومما يدل على أن المراد به هذا قوله "وَالشَّجَرُ" حيث عطفه عليه، لأن الشّجر من النّبات الذي له ساق حقيقة في اللّغة، فظهر أن ليس المراد به النّجم المعروف "يَسْجُدانِ" (٦) خضوعا وخشوعا له تعالى لأنهما خلقا لذلك "وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ" (٧) العدل ليقوم النّاس بالقسط في أرضه بين عباده كما هو في سمائه بين ملائكته.
ثم حذر النّاس جل وعلا عن الانحراف عن طريق الرّشد فقال ما رفعت السّماء ووضعت الأرض إلّا لأجل "أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ" (٨) فتجنحوا عن الحق إلى الباطل، وتميلوا من العدل إلى العوج.
ثم أمرهم بإقامته تأكيدا وتأييدا فقال "وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ" هو لسان الميزان الحسّي المادي الذي هو آلة الوزن "بالقسط" للطرفين والأحسن للبايع الترجيح خوفا من أن يخسر المشتري فيدخل البايع في قوله تعالى (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) لذلك قال عز قوله "وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ" (٩) بأن تطففوه فتكونوا خاسرين، والأحسن أن يراد بهذا الميزان الذي جعله اللّه تعالى بمقابل السّماء العدل المحض في كلّ شيء، لا العدل في الوزن فقط، لأن هذا مهما بلغ لا يقابل السماء ذات الكواكب العظيمة والبناء الشّامخ "وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ" (١٠) لجميع مخلوقاته لا يختص بها عالم دون آخر،


الصفحة التالية
Icon