وقيل إن منهم من يتزوج بإنسي، كما أن من الإنس من يتزوج بجنية، ولهذا قالوا إن بلقيس أمها من الجن، راجع الآية ٤٥ من سورة النّمل في ج ١ "فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٧) كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ" (٥٨) صفاء وبياضا وحمرة، أخرج الترمذي عن ابن مسعود أن النّبي صلّى اللّه عليه وسلم قال : إن المرأة من نساء أهل الجنّة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة يرى مخها، وذلك أنك إذا أدخلت سلكا في الياقوت رأيته من ورائه وكذلك سوق النّساء من أهل الجنّة، وروى البخاري
ومسلم عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أول زمرة تلج الجنّة صورهم على صورة القمر ليلة البدر، ثم الّذين يلونهم على أشد كوكب في السّماء إضاءة، لا يبصقون ولا يمخطون ولا يتغوطون، آنيتهم من الذهب والفضة وأمشاطهم الذهب، ومجامرهم الألوة (أي مباخرهم وبخورهم فيها العود ولكن ليس كعود الدّنيا) رشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللّحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد، يسبحون اللّه بكرة وعشية، وزاد البخاري ولا يسقمون.
قال سعيد بن جبير هذا من جملة ما قال تعالى (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) الآية ١٧ من سورة السّجدة في ج ٢ "فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ٥٩ هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ" (٦٠) روى البغوي بإسناد الثعلبي عن أنس بن مالك قال قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم هل جزاء الإحسان إلّا الإحسان الآية، ثم قال هل تدرون ما قال ربكم ؟ قالوا اللّه ورسوله أعلم، قال يقول هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنّة ؟ وذلك لأن من أتى بالحسن يقابل بمثله وأحسن عند أهل الدّنيا للمنصفين فكيف عند رب العالمين


الصفحة التالية
Icon