وقال ابن زنجلة :
٥٥ - سورة الرحمن عز وجل
والحب ذو العصف والريحان ١٢
قرأ ابن عامر والحب ذا العصف والريحان بالنصب حمله على قوله والأرض وضعها للأنام ١٠ لأن وضعها بمعنى خلقها وخلق الحب ذا العصف وخلق الريحان هذا نعت للحب وحجتهما قوله فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى
وقرأ الباقون والحب ذو العصف عطفا على قوله فيها فاكهة ١١ وفيها الحب ذو العصف فيكون ابتداء
قرأ حمزة والكسائي والريحان خفض وقرأ الباقون والريحان بالرفع
فمن قرأ والريحان فإنه عطف على العصف أراد والحب ذو العصف وذو الريحان والعصف ورق الزرع وهو التبن كذا قال الضحاك والريحان الرزق والعرب تقول ذهبنا نطلب ريحان
الله أي رزق الله فقوله ذو العصف والريحان أي ذو الورق قال السدي الحب الحنطة والشعير والعصف الورق والريحان الرزق ومن قرأ والريحان بالرفع فإنه عطف على الحب ويكون المعنى فيها فاكهة وفيها الحب ذو العصف وفيها الريحان فيكون الريحان ها هنا هو الريحان الذي يشم ويكون أيضا ها هنا هو الرزق
يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ٢٢
قرأ نافع وأبو عمرو يخرج منهما بضم الياء وقرأ الباقون بالنصب من قال يخرج بالضم كان قوله بينا لأن ذلك إنما يخرج ولا يخرج بنفسه فهما يستخرجان وحجته قوله وتستخرجون حلية فهي مفعولة لا فاعلة ومن قرأ يخرج جعل الفعل للؤلؤ والمرجان وهو اتساع لأنه إذا أخرج ذلك خرج
وله الجوار المنشئات في البحر كالأعلم ٢٤
قرأ حمزة وأبو بكر وله الجوار المنشئات بكسر الشين أي المبتدئات في السير قال الفراء المنشئات اللاتي أقبلن
وأدبرن وقال بعض أهل النحو المعنى المنشئات السير فحذف المفعول للعمل به ونسب الفعل إليها على الاتساع كما يقال مات زيد ومرض عمرو ونحو ذلك مما يضاف الفعل إليه إذا وجد فيه وهو في الحقيقة بهبوب الريح ودفع الرجال