وقال الثعلبى :
﴿ الرحمن * عَلَّمَ القرآن ﴾
نزلت حين قالوا : وما الرَّحْمن؟، وقيل : هو جواب لأهل مكة حين قالوا : إنّما يعلّمه بشر.
﴿ خَلَقَ الإنسان ﴾ قال ابن عباس وقتادة : يعني آدم عليه السلام.
﴿ عَلَّمَهُ البيان ﴾ أسماء كل شيء، وقيل : علّمه اللغات كلّها، وكان آدم عليه السلام يتكلم بسبعمائة ألف لغة أفضلها العربية، وقال آخرون : أراد جميع الناس ؛ لأن الانسان اسم الجنس ثم اختلفوا في معنى البيان، فروي عن قتادة أنّه قال : علّمه بيان الحلال والحرام، وبيّن له الخير والشر، وما يأتي وما يذر ؛ ليحتج بذلك عليه.
وقال أبو العالية ومرّة الهمذاني وابن زيد : يعني الكلام. الحسن : النطق والتمييز. محمد ابن كعب : ما يقول وما يقال له. السدي : علّم كل قوم لسانهم الذي يتكلمون به. يمان : الكتابة والخط بالقلم. نظيره ﴿ الشمس والقمر بِحُسْبَانٍ ﴾. ابن كيسان : خلق الانسان يعني محمداً ﷺ علمه البيان يعني بيان ما كان وما يكون ؛ لأنه كان يبيّن عن الأولين والآخرين وعن يوم الدين.
﴿ عَلَّمَ بالقلم ﴾ [ العلق : ٤ ] أي بحساب ومنازل لا تعدّونها، قاله ابن عباس وقتادة وأبو ملك.
قال ابن زيد وابن كيسان : يعني بهما بحسب الأوقات والأعمار والآجال، لولا الليل والنهار والشمس والقمر لم يدر أحد كيف نحسب شيئاً، لو كان الدهر كلّه ليلاً كيف نحسب؟ أو كلّه نهاراً كيف نحسب؟ وقال الضحاك : يجريان بعدد. مجاهد : كحسبان الرحى يدوران في مثل قطب الرحا. السدي : بأجل كآجال الناس، فإذا جاء أجلهما هلكا.
نظيره ﴿ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾ [ الرعد : ٢ ]. يمان : يجريان بأهل الدنيا وقضائها وفنائها.
والحسبان قد يكون مصدر حسبت حساباً وحسباناً مثل الغفران والكفران والرجحان والنقصان، وقد تكون جمع الحساب كالشهبان والرهبان والقضبان والركبان.


الصفحة التالية
Icon