فصل فى معانى السورة كاملة


قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة الواقعة
وقعت : حدثت، والواقعة القيامة، لوقعتها : أي لوقوعها، كاذبة : أي كذب، ورجت : زلزلت وحركت تحريكا شديدا بحيث ينهدم ما فوقها من بناء وجبال، وبست :
أي فتتت وصارت كالسويق الملتوت، من قولهم بس فلان السويق : أي لتّه، وهباء :
أي غبارا، منبثا : أي متفرقا، أزواجا : أي أصنافا. قال الراغب : الزوج يكون لكل من القرينين الذكر والأنثى فى الحيوانات المتزاوجة، ولكل قرينين منها ومن غيرها كالخف والنعل، ولكل ما يقترن بآخر مماثلا له أو مضادا اه والميمنة ناحية اليمين، والمشأمة ناحية الشمال والعرب يتيمنون بالميامن ويتشاءمون بالشمائل، والمراد أصحاب المرتبة السنية الرفيعة القدر، والسابقون : هم الذين سبقوا إلى الخيرات فى الدنيا، والمقربون :
هم أرباب الحظوة والكرامة عند ربهم.
الثلة : الجماعة قلّت أو كثرت، وقيل الجماعة الكثيرة من الناس كما قال :
وجاءت إليهم ثلّة خندفيّة بجيش كتيّار من السيل مزبد
موضونة من الوضن وهو : النسج، والولدان : واحدهم ولد، مخلدون : أي مبقون أبدا على هذه الصفة، أكواب : أي آنية لا عرا لها ولا خراطيم، أباريق : واحدها إبريق وهو إناء له خرطوم. قال عدىّ بن الرّقاع :
ودعوا بالصّبوح يوما فجاءت به قينة فى يمينها إبريق
كأس من معين : أي خمر جارية من العيون كما قال ابن عباس وقتادة، والمراد أنها لم تعصر كخمر الدنيا، لا يصدّعون عنها، أي لا يلحقهم صداع بسببها كما يحدث ذلك فى خمر الدنيا، ولا ينزفون : أي ولا تذهب عقولهم بالسكر منها، يقال نزف الشارب إذا ذهب عقله، ويقال للسكران نزيف ومنزوف، يتخيرون : أي يختارون ويرضون، حور : واحدتهن حوراء : أي بيضاء، عين : واحدتهن عيناء : أي واسعة العينين، المكنون : المصون الذي لم تمسسه الأيدى وهو أصفى وأبعد من التغير قال :


الصفحة التالية
Icon