فصل فى التفسير الموضوعى للسورة كاملة
قال الشيخ محمد الغزالى :
سورة الواقعة
والواقعة من أسماء شتى ليوم القيامة، مثل الحاقة والقارعة والساعة، ومعالم هذه السورة واضحة، فهى تبدأ بحديث وجيز عن انتهاء العالم وبدء الحساب، ثم تذكر صنوف الناس بعد البعث.. وهم أصحاب السبق البعيد، وأهل اليمين وأهل الشمال. وتسوق بعد ذلك خمسة أدلة على أن البعث حق، وأن إنكاره خبال. وتختم بوصف لرحيل البشر عن هذه الدنيا بالموت، وبوادر تصنيف الأقسام الثلاثة، السابقين وأهل اليمين وأهل اليسار. إن كثيرا من الناس تحت مشاغل العيش ووطأة الشهوات وممكرة الحاضر لا يحسون إلا وجودهم المادى الغريب. يقول أحدهم وهو ذاهل: ما أظن الساعة قائمة! ويقول الآخر: إن هى إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر!! وقد يحلفون على هذا المجون، ويؤكدون ألا حياة بعد الموت " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت " وترى ميت الغد يشيع ميت اليوم، وهو يحدث صاحبه فيما يراوده من أمل، ويخامره من طمع غير مستفيد من موكب الموت عبرة! وتمضى القرون وتطوى الجماهير، والمنكرون يزيدون ولا ينقصون، وللكفر صوت عال فى المشارق والمغارب. وبغتة تقوم الساعة، ويخرس صوت الإلحاد، ويتبدد صداه " إذا وقعت الواقعة * ليس لوقعتها كاذبة ". إن الإنسان بطبعه مجادل، عنيد ولكن ما عساه يقول وقد وقع الهول؟ لقد جفت حلوق الأفاكين، فما يقدرون على لغو! "خافضة رافعة " هناك رؤساء وملوك سيبعثون سوقة وصعاليك لأنهم ما أعدوا لهذا اليوم عدة!! وهناك أخفياء مغمورون سيكونون يوم القيامة قمما! " ورب كاسية فى الدنيا عارية يوم القيامة "إنه يوم تصحيح الأوضاع، وفناء الزور وجلاء الحق! ومن المفسرين من يرى الخفض والرفع فى سطح هذه الأرض، كما جاء فى الحديث " يحشر