الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقى، ليس فيها معلم لأحد". الكل حفاة عراة قيام لرب العالمين "ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولا أمتا". وكلا التفسيرين يكمل الآخر، ليس بينهما تدافع، فهناك زلزال اجتماعى يهدم ما شاء الناس من أباطيل ووضعوا من أنساب وألقاب. وهناك زلزال مادى بدأ وصفه فى قوله تعالى " إذا رجت الأرض رجا * وبست الجبال بسا * فكانت هباء منبثا". مع قيام الساعة تهيج زلازل تهد كل شىء، وتتحول بها الصخور الصلدة إلى ذر كتلك الكائنات الدقيقة التى نراها تسبح فى الشعاع! " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار ". ولسنا ندرى كم نبقى هنا قبل أن تتبدل الأرض؟ عشرات ومئات من القرون؟ إن تحديد الرقعة الزمانية غير مهم، المهم هو إستتابة الحصاد الأخير لهذا التاريخ الطويل. وقد بين الله سبحانه أن أبناء آدم سيتوزعون على ثلاث زمر " وكنتم أزواجا ثلاثة * فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة *والسابقون السابقون * أولئك المقربون * في جنات النعيم". ذكرت سورة الواقعة أدلة على أن البعث حق، فذكرت خمسة أدلة متنوعة من آفاق الكون، وتجارب الناس!! الأول " نحن خلقناكم فلولا تصدقون ". لماذا يتهم صاحب الخلق الأول بالعجز عن الخلق الثانى؟ إننى عندما أنشى درسا أتعب فيه، فإذا أعدته كان على سهلا! "وتنزلا مع هذا الفكر يقول الله فى آية أخرى " وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ". وليس عند الله سهل وصعب وهين وأهون، ولذلك أتبع هذا التنزل بقوله ".. وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ". وقد تكرر هذا الدليل فى سور كثيرة، وهو بديهى لا يرده إلا مكابر بليد


الصفحة التالية
Icon