" الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين * ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين * ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون". والمدهش أن الإنسان يتخلق من حيوان منوى واحد فقط، والبقية الأخرى من المائتى مليون تذهب إلى دورات المياه! كأن الله يقول للإنسان المتكبر إن إيجادك، وإيجاد مليارات مثلك لا يكلف شيئا. قلت لامرئ أحمق يزعم أنه يشتغل بالفلسفة: من صنع الحيوان المنوى الذى اخترقها واستقر فيها؟ إن كلا من أبويك لا يدرى شيئا وتجىء أنت تصنع الإلحاد " ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون". الدليل الثالث: إن الأرض التى تحيا فوقها حافلة بالروائع، فأنت واجد بها جنات معروشات وغير معروشات وحقولا وغابات وأنواعا من الثمار لا حصر لها بين حبوب وفواكه وموالح وزيوت وأنسجه وألوانا من الأزهار المختلفة الريح والصبغة.. إلخ. من منشئ ذلك كله؟ إن الفلاح يشق الأرض ويلقى البذر ولا يدرى شيئا بعد. إنه يشهد ما تصنع القدرة العليا، ويستقبل هدايا الله وهو مستسلم! أما يدفع شىء من هذا إلى معرفة المنشئ المبدع؟ أما يبعث ذلك إلى إدراك قصة الحياة والموت؟! فى سورة الواقعة إشارات إلى ما فى الزرع والحصاد من دلائل على البعث الأخير. " أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون * لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون... ". إن إحياء الموات قصة تتكرر فى أرجاء الدنيا. " وآية لهم الأرض الميتة أحييناها.. ". وإخراج البشر من الأجداث لا يزيد عن إخراج النبات من ظلمات التراب حاملا صنوف المعادن والمواد المذهلة "والله أنبتكم من الأرض نباتا * ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا". وفى سور أخرى بيان أكثر " والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج * تبصرة وذكرى لكل عبد منيب " إن التوبة هنا يقظة عقل: كان غافيا