لهم " يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا... ". فأين آثار الحرمان فى هذا التكليف.. ؟ ويسر الله الأرزاق الطيبة للمؤمنين به، ولم يطلب إلا الشكر على ما أنعم " يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون". فهل فى هذا حرب على الجسد وتخطيط لإهانته؟
وبين ـ جل شأنه ـ أن أبناء آدم بعد رحلتهم الطويلة فى أرجاء الدنيا وتوارثهم عمرانها حينا بعد حين سوف يعودون إلى الله كرة أخرى " كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين" فهل تتحقق هذه العودة بقيام الناس صورا لا أرواح فيها أو بقيامهم أرواحا لا أجساد لها؟ هذا تصور أخرق. الناس هم الناس، وسوف يحيون بجوارحهم ومشاعرهم التى باشروا بها المعاصى أو الطاعات! وعندما يحاول الذين مردوا على الجدل والمكابرة أن ينكروا ما فعلوا، نطقت أركانهم بتكذيبهم " حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون". إن الإنسان الذى أحس المعاناة والتضحية فى دنياه يكافأ بنعيم مقيم فى الآخرة. وروى ابن كثير عن الطبرانى أن النساء المؤمنات أفضل فى الجنان من الحور العين! قالت أم سلمة: فبم ذاك؟ قال بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن لله!! ثم جاء فى هذا الحديث أن النساء المؤمنات يقلن: "نحن الخالدات فلا نموت أبدا، ونحن الناعمات فلا نيأس أبدا، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا، طوبى لمن كنا له وكان لنا.. ". إن الذين جاهدوا فى الدنيا هم المستريحون فى الأخرى. والقول بأن الأجسام تفنى فلا تعود، وأن الآخرة مسرح الأرواح وحدها، وأن ثوابها وعقابها معنوى يشبه تأنيب الضمير أو راحة الضمير، قول باطل لا أساس له.. ويبدو أنه انتقل إلى النصرانية من بعض الديانات الأرضية المخرفه. وكم سطت الوثنيات على الأديان


الصفحة التالية
Icon