يشن حربا على الزواج، ولم يسن مسالك الرهبانية المستوحشة، لأنهما لم يبعثا لدمار الحياة! وعدم زواجهما هو لظروف تخصهما وحدهما..
وقد عاش ابن تيمية عزبا، وكذلك عاش جمال الدين الأفغاني، ولم يؤثر على أحدهما أنه دعا إلى عزوبة! هناك نباتيون يكتفون قى غذائهم بما يخرج من الأرض. أعرف منهم العلامة محمد فريد وجدى، لتكن هذه طبيعته! فليس أكل اللحم فريضة دينية.. بيد أننا نعترض على هذه الطبيعة إذا حاول صاحبها جعلها دينا. وقد ارتكب أبو العلاء المعرى هذه السخافة عندما قال: غدوت مريض الدين والعقل فالقنى لتعرف أنباء الأمور الصحائح! ومضى فى قصيدته يحرم لحوم الأنعام والطير، بل لقد حرم عسل النحل، فما جمعته كى يكون لغيرها!! الخ. ومن هذا القبيل ما يجرى على ألسنة بعض الأدباء اليوم من أن الجنة ليست "سوق خضار " يرمى بذلك إلى إنكار الجزاء المادى وتهوين شأنه!! وقد تأثر به ناس فى تاريخنا القريب والبعيد، وعدوه تساميا، وهو جهل كبير! إن أنس بن النضر كان يرى ربه، ويرى جزاءه الموعود، عندما استنكر موقف المنهزمين فى أحد، وأقبل وحده يقاتل المشركين، ويتحمل بجلد عض السيوف فى جلده، وهو يصيح: إنى أشم ريح الجنة من وراء أحد! هل هذا المؤمن العظيم رجل واهم؟ وهو الذى قال فيه رب العالمين: " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر... ". وجعفر الطيار، الذى احتضن علم الإسلام بيديه، فما سقط إلا بعد أن انقطعت ذراعاه، فسارع بطل آخر لحمل العلم الغالى. لقد كان يتشوف إلى الشهادة وهو يقول " يا حبذا الجنة أو اقترابها طيبة وباردا شرابها! ". فهل تطلع الرجل المعنى إلى الراحة فى ظلال الجنة وهم، أو ضعف فكر؟ كما يزعم أصحاب الخلل فى فطرتهم ونظرتهم!! إن أنصاف المتعلمين والمتدينين الذين يتكلمون فى الإسلام وهم بمعزل عن كتاب الله وسنة رسوله، خير لهم أن يصمتوا وأن يستحوا! وقد قرأت لبعض القساوسة