المبشرين بالنصرانية تهكما بالجنة الذهبية وجهنم النارية! وتنديدا
بالأجزية المادية التى شرحها الإسلام! إن هؤلاء الناس متأثرون بأفكار أرضية وفلسفات مقطوعة الصلة بالوحى. ولننظر: ماذا أسدوا للإنسانية من خير بهذا الكلام؟ هل ارتقوا بالحضارة المعاصرة وخففوا من كثافتها؟ هل حولوا العوام والخواص إلى روحانيين يكبتون الشهوات ويحلقون فى السموات؟ إنهم أخطئوا فى علاج النفس البشرية، ولم يعرفوا المفتاح الذى يدور فى أقفالها فتنفتح! إن مقادير ضخمة من الترهات، تسكن فى عقول القوم وأفئدتهم، صرفت أولى الألباب عن الدخول فى الدين، واحترام مواريثه.. إن الإنسان الذى هو مادة وروح لا يصلح إلا بتعاليم تعترف بمادته وروحه معا. وهذه التعاليم حمل رايتها الأنبياء كلهم ومن بينهم موسى الذى قال معتذرا عن قومه "أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين * واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك ". وقبله إبراهيم الذى دعا ربه قائلا " رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين * واجعل لي لسان صدق في الآخرين * واجعلني من ورثة جنة النعيم * واغفر لأبي إنه كان من الضالين * ولا تخزني يوم يبعثون * يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم * وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين". ينقسم أهل النعيم فى هذه السورة قسمين. الأول: السابقون بالخيرات. والثانى: الفائزون بقدر راجح من الحسنات! أما من بقى فهم أصحاب الشمال!.. وأخطأ بعض المفسرين فحسب أن هذه الأصناف الثلاثة هى المذكورة فى قوله تعالى ".. فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله". إن سورة الواقعة تحدثت عن الناس كلهم، مؤمنهم وكافرهم، أما الآية الموهمة، فهى تتحدث عن المسلمين خاصة! وصدر الآية يدل على ذلك " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات". ووصفت سورة الواقعة أهل السبق